وسط جدل حقوقي.. إيران تنفذ حكم الإعدام بحق طالب بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

وسط جدل حقوقي.. إيران تنفذ حكم الإعدام بحق طالب بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
الإعدام في إيران

أقدمت السلطات الإيرانية فجر اليوم السبت على تنفيذ حكم الإعدام بحق شاب إيراني أدين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، في خطوة جديدة تعكس تصاعد المواجهة الأمنية بين طهران وتل أبيب، وتثير في الوقت نفسه جدلاً حقوقياً متجدداً بشأن ظروف المحاكمات والاعترافات في قضايا الأمن القومي. 

ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية أن الحكم نُفذ بحق عقيل كشاورز، وهو طالب من مدينة أصفهان، بعد إدانته بالتجسس لصالح إسرائيل وبالارتباط بجماعات معارضة داخل إيران، وأفادت الوكالة بأن كشاورز نُقل في السابع عشر من ديسمبر من العنبر العام إلى زنزانة انفرادية تمهيداً لتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه.

هوية المتهم ومسار الاعتقال

وبحسب منظمات حقوقية، فإن عقيل كشاورز يبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً ويدرس الهندسة المعمارية، وأكدت شبكة حقوق الإنسان في كردستان أنه كان طالباً في جامعة شاهرود، وأن عناصر من جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني قامت باعتقاله أثناء سفره إلى مدينة أرومية، وذلك في يونيو الماضي بالتزامن مع اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل التي استمرت اثني عشر يوماً.

تشكيك حقوقي في المحاكمة

من جهتها، قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية التي تتخذ من أوسلو مقراً لها إن حكم الإعدام استند إلى اعترافات انتزعت تحت التعذيب، مشيرة إلى غياب المعلومات العلنية حول القضية طوال فترة الاحتجاز، وأضافت المنظمة أن اسم كشاورز لم يرد سابقاً في وسائل الإعلام المحلية أو في تقارير حقوقية مستقلة قبل الإعلان عن تنفيذ الحكم.

سياق أمني متصاعد

ويأتي هذا الإعدام في ظل تصاعد ملاحظ في تنفيذ أحكام الإعدام بحق متهمين بالتجسس لصالح إسرائيل خلال العام الجاري، وكانت إيران قد أعلنت في أكتوبر الماضي إعدام ستة أشخاص بتهم تتعلق بالارتباط بإسرائيل، إضافة إلى مسلح كردي أدين باغتيال رجل دين، كما أكدت السلطة القضائية حينها تنفيذ أحكام الإعدام بحق أشخاص وصفتهم بأنهم أعضاء في مجموعة إرهابية متهمة بتنفيذ هجمات مسلحة وتفجيرات استهدفت أمن محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد.

تخوض إيران وإسرائيل منذ عقود ما يعرف بحرب الظل التي تشمل عمليات استخباراتية واغتيالات وهجمات سيبرانية، وفي يونيو الماضي، انتقلت هذه المواجهة إلى مستوى أكثر خطورة عندما شنت إسرائيل ضربات داخل الأراضي الإيرانية، بعضها اعتمد على عمليات خاصة نُسبت إلى جهاز الموساد. وفي هذا السياق، شددت السلطات الإيرانية من إجراءاتها الأمنية، ورفعت وتيرة الملاحقات والإعدامات بحق من تتهمهم بالتجسس أو تسهيل أنشطة استخباراتية معادية، في مقابل تصاعد انتقادات المنظمات الحقوقية التي تحذر من غياب الشفافية وضمانات المحاكمة العادلة في مثل هذه القضايا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية